مؤتمر أربيل للتطبيع مع اسرائيل.. هل أنقلب السحر على الساحر؟
أ. د. جاسم يونس الحريري
خبير دولي معتمد في الشؤون الخليجية
عقد في أربيل يوم الجمعة الموافق24/9/2021 مؤتمرا بعنوان((السلام والاسترداد))دعا فيه الحاضرين التطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب بحضور شخصيات عشائرية ، ودعا فيه((وسام الحردان))رئيس صحوة العراق الانضمام الى ((أتفاقات أبراهيم الدولية)) سيئة الصيت مع (اسرائيل)وجاء الرد قويا ومدويا من الحكومة العراقية والشعب العراقي وفعالياته الشعبية والمدنية والعشائرية عن رفضها القاطع الى ماسمته((الاجتماعات غير القانونية))التي عقدتها بعض الشخصيات العراقية في مدينة أربيل بأقليم كردستان العراق والتي رفعت شعار التطبيع مع (اسرائيل)، وقالت الحكومة في بيان لها ((أن هذه الاجتماعات لاتمثل أهالي ، وسكان المدن العراقية العزيزة التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث بأسم سكانها وتمثل مواقف من شارك بها فقط ، فضلا عن كونها محاولة للتشويش على الوضع العام ، وأحياء النبرة الطائفية المقيتة في ظل أستعداد كل مدن العراق لخوض أنتخابات نزيهة ، عادلة ، ومبكرة ، أنسجاما مع تطلعات شعبنا ، وتكريسا للمسار الوطني الذي حرصت الحكومة على تبنيه ، والمسير فيه)).
تحليل وأستنتاج:- ----------------- 1.أن مؤتمر أربيل للتطبيع مع (اسرائيل)هو ((بالون أختبار)) لمزاج الشعب العراقي للتطبيع مع (اسرائيل)، لكن المفاجأة أن الرئاسات الثلاثة العراقية رئاسة الجمهورية ، ومجلس الوزراء ، ومجلس النواب وكل أطياف الشعب العراقي عبرت عن رفضها في بيانات واضحة وصريحة لالبس فيها على القاصي والداني هذا الامر ، وجددت موقفها جميعا الداعم للقضية الفلسطينية. 2.أن مؤتمر أربيل هو محاولة اسرائيلية لايقاع الوقيعة بين أقليم كردستان العراق والحكومة المركزية في أطار محاولات (اسرائيل)خلق مشاكل ، وأزمات قبل الانتخابات العراقية النيابية المبكرة في10/10/2021. 3.هناك تسريبات أن أحدى الدول الخليجية التي طبعت مع (اسرائيل)كانت حاضرة في التحضيرات الاولية واللوجستية قبل عدة أشهر ، وتقديم الاموال للحاضرين وراعية له بدون ذكر أسمها ، وهذه معلومات خطيرة جدا فيما أذا تأكدت فهي تعتبر تدخلا سافرا في الشأن الداخلي العراقي ومحاولة يائسة منها لايقاع العراق في مستنقع التطبيع. 4.المؤتمرهو خرق في مضامين الدستور العراقي والقوانين المرعية التي تحرم مد العلاقات مع دولة الاحتلال الاسرائيلي وتعرض المخالفين الى المساءلة القانونية.
أ.د.جاسم يونس الحريري كاتب عراقي وأستاذ العلاقات الدولية
