الاتجاه - مقالات 

بالتزامن مع المعارك الضارية التي تخوضها قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية على مشارف مأرب وتخومها، نرى نشاطا مميزا لسلاح الجو اليمني خاصة مسيراته حيث نفذ خلال اسبوع اكثر من سبع هجمات بعشرات الطائرات المسيرة وعدد كبير من الصواريخ على المنشآت النفطية والعسكرية في العمق السعودي حيث اصبحت جميع الاهداف في هذا البلد تحت رحمة المسيرات والصواريخ اليمنية التي عجزت المضادات الجوية السعودية ومنها الباتريوت عن التصدي لها ومما هو مضحك في هذا المجال بان السعودية باتت تطرق ابواب اليونان طلب المساعدة للتصدي للهجمات اليمنية.

هذا الرد اليمني المزلزل للنظام السعودي الغبي والجاهل تماما بقدرات جاره وتاريخه الناصع الذي عرف بانه "مقبرة للغزاة" على مر العصور، يأتي في اطار لجم العدوان السعودي عسكريا وحظراً الذي اراد خلال اسابيع فتحه واخضاعه ان يكف عن صلفه وغيه واعتداءاته والا فان القوات اليمنية واللجان الشعبية ستواصل هجماتها الصاروخية وعبر المسيرات حتى يرفع الرآية البيضاء وهذا ما نشهده قريبا باذن الله.

فالتوسع الملحوظ في ضرب الاهداف الاستراتيجية والمنشآت النفطية السعودية الشبه يومية ناتج عن نمو وازدياد القدرات اليمنية في تطوير المسيرات وانتاج الصواريخ وهذا ما غيّر في موازين قوى الميدان لصالح اليمن وشعبه الذي يرفض الخضوع والاستسلام لاية قوة مهما كانت وتحالفت وهذا ما ثبت اليوم على ارض الواقع. فاليمن لن يحارب ما يسمى بالتحالف العربي فحسب بل يحارب التحالف الاميركي الغربي الصهيوني الذي يقف خلف هذا العدوان وهذه سابقة مشرفة وعظيمة للشعب اليمني ان يصمد طيلة اكثر من 6 سنوات وينتقل من موقع الدفاع الى الهجوم وها هم اعداءه يبحثون عن مخرج لانقاذ انفسهم والتخلص من هذا المأزق.

صحيح ان الشعب اليمني ضعيف في مواردة ووضيع في امكاناته لكنه مقتدر بأرادته القوية المنزوجة بروح المقاومة التي لا تقهر لانه شعب مفعم بالايمان وراسخ في العقيدة، لا تهزه العواصف وهذا ما يفقده اعداءه الذين يتقهقرون يوما بعد يوم، وليس امامهم سبيل سوى الرضوخ والاستسلام لارادة الشعب اليمني الذي يدافع عن كرامته واستقلاله وسيادته.

واليوم فان الشعب اليماني الذي اسماه نبي الاسلام بشعب الحكمة والايمان امام تغيير استراتيجي لمسار الحرب الظالمة الذي يشنه التحالف الاميركي ـ العربي ضده فها هي افواج القوات اليمنية واللجان الشعبية تدق ابواب مأرب المدينة الاستراتيجية ذات الموقع الجغرافي المميز والمجاور للمحافظات الجنوبية والشرقية والغربية، بات على المداخل الغربية والجنوبية من المدينة التي قد تدخلها في اية لحظة اضافة الى انها تستكمل سيطرتها على سلسلة جبال البلق من الناحية الشمالية الشرقية ولا ننسى انها تعتبر آخر معاقل هادي والتحالف السعودي حيث تحتضن القاعدة العسكرية الاولى لقوات هادي وفيما المنطقتين العسكرييتين الثالثة والسابعة.

فسقوط هذه المدينة ونظرا للحصار الذي يطبقه الجيش واللجان الشعبية عليها والتي تتمتع بالمعنويات العالية وفي المقابل نرى انهيار المعنويات لدى قوات التحالف وهادي، و بذلك باتت المدينة قاب قوسين او ادنى من التحرير.

 

المصدر: كيهان

MY