بعد أشهر من الدراسة قررت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن التمركز العالمي الحالي للقوات الأميركية ليس بحاجة فورية لتعديلات كبيرة، على الرغم من أنها ستجري تحليلاً إضافياً يتعلق باحتياجات القوات في الشرق الأوسط وإجراء تحسينات في آسيا والمحيط الهادئ، حسبما ذكر مسؤول لوكالة "أسوشيتد برس".
ومع وضع الصين في الاعتبار، يخطط البنتاغون لإجراء تحسينات في البنية التحتية في بعض مناطق المحيط الهادئ، ومنها غوام.
وفي ايلول الماضي، أعلنت الولايات المتحدة شراكة جديدة مع أستراليا وبريطانيا لتعميق التعاون الأمني والدبلوماسي والدفاعي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وفي إطار شراكة "أوكوس"، ستحصل أستراليا على غواصات تعمل بالطاقة نووية، وستزيد الولايات المتحدة من نشر "قوة التناوب" في أستراليا.
ومهّدت الدراسة الحديثة التي استمرت لاشهر، حول تمركز القوات الأميركية حول العالم، المعروفة باسم "غلوبال بوستشر ريفيو"، الطريق لإجراء تعديلات على تمركز القوات الأميركية خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، بحسب مسؤول دفاعي بارز أطلع الصحفيين على نتيجة الدراسة.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قبل إعلان البنتاغون رسمياً نتائج الدراسة، لوكالة "أسوشيتد برس" إن "عدداً من التعديلات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ قيد الإعداد، ولكنها تتطلب المزيد من المشاورات مع الحكومات الأجنبية".
وفي نيسان الماضي، كان وزير الدفاع لويد أوستن قد أعلن عن خطط لتوسيع التواجد الأميركي في ألمانيا بمقدار 500 جندي، ووقفاً لخطط إجراء تخفيض كبير في القوات أمرت به إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وبالتزامن مع إعلان أوستن، عبر مسؤولون أميركيون وأوروبيون عن مخاوفهم بشأن تعزيز روسيا لقواتها قرب حدود أوكرانيا.
وخفت حدة هذه الأزمة حينها، لكنها عادت خلال الأسابيع الأخيرة، وسط مخاوف من أن موسكو ربما تخطط لتوغل عسكري في أوكرانيا.
في سياق متصل، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولة كبيرة في البنتاغون قولها إن بلادها ستكثف انتشارها العسكري في مواجهة الصين وروسيا، إضافة إلى مواصلة العمل على إبقاء ردع فعّال ضد إيران والجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط.
وقالت المسؤولة "ندرس حاليا مبادرات مع حلفائنا وشركائنا لتعزيز قوتنا الرادعة الموثوقة ضد روسيا".
وأوضحت أن "تعديل الانتشار العسكري الأميركي في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ تجري مناقشتها "لكن هذه السنة الأولى للإدارة، وليس الوقت مناسباً لإدخال تغييرات استراتيجية رئيسية".
وأشارت إلى أن "وزارة الدفاع أعلنت بالفعل عن استثمارات لتحديث القاعدة البحرية الأميركية في جزيرة غوام في المحيط الهادئ، وتعزيز وجودها في أستراليا حيث ينشر سنويا حوالي 2500 عسكري من مشاة البحرية بالتناوب لإجراء تدريبات".
وأكدت: "ندرس حالياً عدداً من المبادرات مع حلفائنا وشركائنا، وسوف ترون تحققها خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة".
لكن الموقف العسكري الأميركي في الشرق الأوسط يبدو متقلباً بعد الانسحاب من أفغانستان وسحب بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ من المنطقة.
وفي العراق، أبرمت واشنطن في الصيف اتفاقاً مع الحكومة العراقية ينص على رحيل جميع "القوات المقاتلة" بحلول نهاية العام، لكن نحو 2500 عسكري أميركي لا زالوا هناك. وعن هذا الموضوع قالت المسؤولة: "التزامنا هو مواصلة دعم التحالف المناهض لتنظيم داعش".