مقالات - الاتجاه برس
خطوة رئيس الجمهورية برهم صالح الاخيرة الاكثر استفزازية لقوى المعارضة للمحور الاميركي الخليجي بعد ترشيحه شخصية جدلية بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو يعلم والمرشح يعلم بان الكابينة الحكومية لن تمر بدون موافقة اغلب الكتل الشيعية وخصوصا الفتح والقانون باعتبار لكل كتلة منها امتدادات في المكونيين السني والكردي وحلفاء لهم كما للكتل الاخرى .
ترشيح الزرفي المتجاهر بانسجامه الكامل مع رغبات واشنطن واهمها ابقاء القواعد الاميركية وهذا ما عاد بالسلب على الزرفي لان المحور الاخر الذي يمتلك قاعدة سياسية وجماهيرية لن يسمح بتمرير رئيس حكومة موظف في البيت الابيض ، وهنا لاننسى ان رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي قد هاجم الجمهورية الاسلامية في ايران وتماشى مع رغبات واشنطن على امل ان يكون رئيسا لولاية ثانية لكن قوتين كبيرتين في البرلمان اطاحت به بعد الاتفاق مع سائرون ، كما لا ننسى ان مصطفى الكاظمي فشل في الترشيح بعد الاعتراض عليه من قبل نفي الكتلتين الكبيرتين .
فشل الزرفي حتمي وبقاءه مضيعة للوقت بعد تراجع الحكمة عن دعمه وصمت سائرون اتجاهه دون تبنيه يظهر ان الكتل السياسية التي دعمت الزرفي او التي اعطت الخيار لرئيس الجمهورية في تكليف مرشح قد تراجعت وتركت المكلف مكشوف الظهر واسقاطه مسالة وقت لا اكثر وخصوصا بعد دخول رئيس مجلس القضاء الاعلى على خط الرفض الضمني وتوبيخه للمحكمة الاتحادية بعد قرارها المؤيد لرئيس الجمهورية.
الكتل السنية والكردية ايضا حالها لايختلف كثيرا عن الكتل الشيعية فهي تشهد الانقسام والتشتت وانقسامهم وتشتتهم افشل تمرير حكومة علاوي المدعومة من سائرون .
وببقاء هذا الرفض من قبل القوى الشيعية لايتجرأ السنة والاكراد على تمرير حكومة الزرفي لانهم لايريدون تغيير المعادلة السياسية ويخسرون المكاسب التي حصلوا عليها فعلاوي اعطى للمكون السني 8 وزارات مع 9 للمكون الشيعي ولكن فشل في تمرير حكومته بالبرلمان لان كتلتين كبيرتين رافضتين له وهذا ما سيحصل مع الزرفي وفق المعطيات الحالية .
الدعم الاميركي لن يشفع للزرفي كما لم يشفع للعبادي سابقا ولكن ما جرى بعد تكليف الزرفي هو توسيع الهوة بين البناء وبرهم صالح وخصوصا ان الاخير في خلاف مع غريمه البرزاني وكذلك مع الحزب الذي ينتمي له (الاتحاد الكردستاني) فان برهم صالح اصبح شخصية جدلية وغير مرغوب بها سياسيا وقد يتركه حلفائه بعد تزايد رفض القوى السياسية له وقد تلجأ الى الاطاحة به بالتعاون مع البرزاني.
بقلم .. محمد الياسري