الاتجاه - مقالات 

بقلم: د. محمد المعموري

منذ أيام وبالتحديد يوم 9 سبتمبر ” ايلول “2023   انعقدت قمة العشرين في العاصمة الهندية بعد فترة وجيزة من انعقاد اجتماع مجموعة ” بريكس ”   والتي عقدت

 خلال الفترة بين 22 و24 أغسطس “آب” في “جوهانسبرغ”  بجنوب إفريقيا، . … وكأننا نجمع ؛ لنجتمع بين مفترقين كبيرين يقودان العالم نحو الدمار اقتصاديا وأمنيا، فنجد بين اجتماع مجموعة العشرين في” دلهي” واجتماع مجموعة بريكس في “جوهانسبرغ”  هو عامل مشترك فهناك  الهند وروسيا هما محور المجموعة وهنا في مجموعة العشرين امريكا  والهند هما محور المجموعة، ويلاحظ أن دعوة مجموعة بريكس لانضمام السعودية والإمارات كعضوين مرحب بهم “جدا” في بريكس وهنا في مجموعة العشرين الإمارات نجم المجموعة بعد أن شهد لها العم بايدن بجهودها في لم شملهم وتبليط الأرض لإنشاء مشروعهم” قطار التطبيع السريع” أو بما يسمى بطريق ربط آسيا بأوربا ، وكذلك السعودية في كلتا المجموعتين تعمل ما بوسعها لنجاح كلتا المجموعتين المتناقضتين في المضمون والمتفقتين على هدف واحد وهو الصراع المعلن والاتفاق المخفي مقرون بنوايا مبيته لجعل الكيان الصهيوني محورا مهما في إي اتفاق في الشرق الأوسط مع “تميع” القضية الفلسطينية التي تقترب من النسيان.

وهنا يجدر بنا ان ننتبه الى قرار مجموعة العشرين لنبين  بكل بساطة ماذا كسب العرب وماذا كسب الكيان الصهيوني لكي نتوقف عند مفترقات الطرق فننظر الى اي طريق يسلكه العرب في رفعة ومساندة كيان مغتصب لأرضهم “فلسطين “..!.

بعد قرار مجموعة العشرين على اعتماد الربط ( التجاري  عبر الطريق  السككي  )  بين الهند والامارات والسعودية مرور بالأردن وانتهاء بالأراضي المحتلة ليصل هذا الخط الى اليونان والذي يعتبر بوابة اوربا بالنسبة لهذا الربط فأننا نلاحظ من الناحية السياسية هو حقيقة ربط الكيان الصهيوني بمحور اقتصادي مهم يربط بين غرب اسيا متجها  نحو اوربا مرور بالأراضي الفلسطينية المحتلة وهذا المحور الاقتصادي هو النجاح والانتصار الذي لم تحققه حتى انتكاسة  ١٩٦٧ للكيان المحتل والتي منحت هذا الكيان حقوقا جيوسياسية استطاع ان يكون رقم في معادلة الشرق الاوسط ولكنه رقم كانت تخفيه اصرار دول المجابهة وتحدد انطلاقه، اما اليوم فان  الكيان الصهيوني منح الكارت الاخضر ليكون لاعب مهم في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية في الشرق الاوسط وهذا ما اكد عليه نتنياهو في اخر تصريح له وهو يتباهى بنصر كيانه من خلال هذا المشروع والذي  لم يكن يتوقعه لولا… والله المستعان .

الربط السككي او الاقتصادي  الذي اقر في دلهي هو من سيقوض طريق التنمية الذي كان يأمل العراق على ان يكون مشروع عربي اقتصادي يربط دول الخليج باوربا حيث سيجمع دول مجلس التعاون مرورا ببغداد حتى تركيا لتكون هي بوابتنا للغرب، وكذلك اصبحت قناة السويس مهددة بالركود الاقتصادي كونها ستكون بعيدة عن هذا الربط الذي اتفق عليه في اجتماع مجموعة العشرين ، واعتقد بنها ستتضرر بشكل كبير كون التجارة الدولية عبر هذا المشروع ستكون اكثر فعاليه من الطريق الذي كانت تسلكه عبر قناة السويس .

وهنا اصبح واضحا ان الربط بين اسيا واوربا تجنب المحطات الاهم في الوطن العربي ومنح  الكيان الصهيوني فرصة الانتعاش السياسي والاقتصادي وشجع الكيان الصهيوني في ازدهار مشروع التطبيع الذي سيضم في محفله لاحقا دول عربية كانت تتجنب الخوض في مصطلح التطبيع فأصبحت  في مشروع مجموعة العشرين .

والسؤال المهم هو اين دور الصين واين طريق الحرير ولماذا اتفاقيات الخليج معه “الصين ” وماهي  اهميتها ولماذا ام يحضر الرئيس الصيني اجتماع مجموعة العشرين الذي كان حريصا على حضور اجتماعاتها  في كل دوراته  …؟!.

وهل مشروع مجموعة العشرين هو من احد مهامه “استمالة” الهند وسحب تأثيرها من بريكس باتجاه مجموعة العشرين لتكون محورا اقتصاديا وسياسيا مهما فيه وكسر اواصر الصين ومحاولتها التمدد في غرب اسيا من خلال الهند وتحجيم دور الصين في الخليج العربي وهذا يعني فك اواصر التحالف الصيني الروسي بعد ان اعتقدت الصين انها قادرة على ان تحجم الدور الامريكي في المنطقة عندما اعتقدت ان علاقة السعودية وامريكا قد تلاشت وان السعودية مهيأة لتكون الاصرة الاكثر قوة في التخالف الروسي الصيني، الا انني قد نوهت في مقالات سابقة وكذلك الكثير من زملائي على ان امريكا وان تغافلت بعض الشيء عن علاقاتها الكبيرة مع السعودية الا انها لن تفرط ابدا بتلك العلاقات وانها ستسعى جاهدة لكسر اواصر التحالف السعودي الصيني الروسي في المنطقة… وقد فعلت … ام ماذا ؟..،

وسؤال هنا والكثير يعلم اجابته، لماذا زار ولي عهد السعودية سلطنة عمان بعد انتهاء اجتماع مجموعة العشرين وما هو  الدافع الرئيس لها، وكذلك ماذا يريد ولي العهد السعودي في تقلبه بين الشرق والغرب؟…؛

ولماذا كان دور الامارات مهما في اجتماع مجموعة العشرين وتحقيق تواجدهم كما اشار بذلك الرئيس الامريكي؟!.

واين دور مصر وماذا كسبت من دعوتها للانضمام الى بريكس او دعوتها كضيف في مجموعة العشرين، وهل سنرى تضررا  اقتصاديا في قناة السويس ولماذا لم يمرر هذا المشروع  من خلال مصر فكان اتجاهه نحو الاراضي المحتلة في فلسطين؟.

اجابات نحن نعلمها وهي من اجلها عقدت وأقر مشروع ربط غرب اسيا والخليج العربي بأوربا وتجاوز دول لتكون تل ابيب الاعب الاكثر قوة في الشرق الاوسط ويكون التطبيع “سمة” وليس “عيبا ” ، ولكن … نسي او تناسى من جمع واجتمع ان لفلسطين شعب لن يموت ، وان لفلسطين عمق عربي تخلى عن بعض حكامه ليكون يدا ضاربة لكل اتفاق حتى تحرير فلسطين من النهر الى البحر…. افعلوا ما شاتم فغد لناظره قريب ….!.

والله المستعان.