الاتجاه - مقالات 

بقلم: فهد الجبوري 

يبدو أن آذانهم قد صمت ، وعيونهم قد عميت ؛ وهم بذلك مشاركون ومتورطون مع العدو في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني

أكد تقرير جديد أن أربعة من كل خمسة أطفال فلسطينيين في قطاع غزة يعانون من الكآبة ، والحزن والخوف نتيجة لخمسة عشر عاما من الحصار المفروض على القطاع من قبل قوات الاحتلال .

وجاء في التقرير الذي حمل عنوان ” محاصرون ” وصدر عن وكالة انقذوا الاطفال اليوم أن الصحة العقلية للأطفال ، والشباب ، ومقدمي الرعاية قد تدهورت بشكل كبير منذ تقريرها السابق الذي صدر قبل ٤ سنوات ، حيث أن عدد الاطفال الذين يعانون من الاضطراب العاطفي قد زاد من ٥٥ الى ٨٠٪؜ .

كما أن التقرير الذي اعتمد على مقابلات ميدانية مع ٤٨٨ طفلا ، و١٦٨ والدا ورجال تقديم الرعاية قد اوضح أن هناك زيادة كبيرة في عدد الاطفال الذين قالوا انهم يشعرون بالخوف ( ٨٤ ٪؜ مقارنة ب٥٠ ٪؜ في عام ٢٠١٨ ) ، والتوتر ( ٨٠٪؜ مقارنة ب ٥٥٪؜ ) ، والحزن أو الكآبة ( ٧٧٪؜ مقارنة ب٦٢٪؜) والحزن ( ٧٨٪؜ مقارنة ب٥٥٪؜ )

كما أورد تقرير ” انقذوا الاطفال ” أن اكثر من نصف أطفال غزة قد فكروا بالانتحار ، وثلاثة من خمسة بإيذاء النفس .

وكان من ضمن العوامل التي تساهم في أزمة الصحة العقلية عند أطفال وشباب غزة حسب التقرير هي النقص في الحصول على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية ، وكذلك الحصار المستمر .

وقد حذر التقرير من أن تاثير تلك الأعراض على نمو الاطفال ، وتعليمهم ، واندماجهم المجتمعي هو سريع وفوري وعلى المدى الطويل ايضا .

وقد طالبت وكالة انقذوا الاطفال الحكومة الاسرائيلية باتخاذ الخطوات السريعة لرفع وانهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وكذلك وضع حد ونهاية لاحتلالها المستمر للأراضي الفلسطينية .

وكانت حكومة الكيان الصهيوني قد فرضت حصارا من الارض والجو والبحر على قطاع غزة منذ حزيران عام ٢٠٠٧ .

هذا التقرير الموثق بالأرقام ، وغيره من التقارير الدولية التي تصدر عن منظمات إنسانية يكشف حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال ، وفي ظل سياسات واجراءات الحصار والتجويع ، وحملات القمع والقتل ، ومصادرة الأراضي لإقامة المستوطنات غير الشرعية عليها ، ولكن مع كل هذه الشواهد تقف بعض الأنظمة العربية متفرجة ، لا بل متواطئة مع العدو الصهيوني في ارتكاب هذه الجرائم والانتهاكات اليومية وفي مختلف المناطق الفلسطينية .

وهل تتجرأ على سبيل المثال حكومات الإمارات ومصر والبحرين والمغرب والسودان التي هرولت لتطبيع العلاقات مع العدو في إطار الكذبة الكبرى ” اتفاقات ابراهام ” في ادانة ممارسات المحتل التعسفية ، وهل يؤثر فيها ما يعانيه أطفال فلسطين الأبرياء من معاناة نفسية وعقلية ومن حصار ظالم . أم هل تتجرأ حكومة السعودية التي سوف يحل عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن ضيفا في الشهر المقبل على طرح معاناة وحقوق الشعب الفسلطيني المغتصبة ؟ بالتأكيد لن تفعل لا هي ولا نظيراتها في مصر والبحرين والإمارات والمغرب لانها ينقصها الضمير الحي ، والشعور الإنساني والديني ازاء شعب عربي ومسلم يواجه الاحتلال بسلاح الصبر والمقاومة والحق .